الحامد: كيف رأيته، ولماذا ظلم هو ومشروعه

 

الحامد: كيف رأيته، ولماذا ظلم هو ومشروعه

 

مشروعه ليست المملكة الدستورية، ظلمه من يكرهه عندما سجنه وعذبه ثم تركه يواجه الموت، وظلمه من يحبه عندما لم يفهمه، ولم يفهم مشروعه

-

في معرض الكتاب، وبين دور النشر كنا نسير ونتحدث، خطوات سريعة، تقليب لبعض الكتب، أحاديث جانبية مع العاملين في دور النشر، أو أصدقاء أو محبين، نكات وضحكات نرفع بها أصواتنا، وبين كل هذا نخفي حديثنا ونهمس به ونتناقش حوله أثناء السير في المعرض، هكذا اقترح الراحل عبدالله الحامد أن نتناقش في مشروع كنت أحمله وهذه الأجواء التي رآها ملائمة لكي أقول لها سرًا كنت أريد الحديث معه حوله.

 

قبل الحديث عن تلك القصة اسمحوا لي أن أحدثكم قليلًا عن الراحل العظيم، وأصحح مفهومًا مغلوطًا عن الراحل ومشروعه الذي يقدمه البعض وكأنه الملكية الدستورية، بينما مشروعه أوسع، ذلك العظيم الذي عندما استعرض سير بعض من يسمون عظماء أجد بالفعل أنهم يتقازمون أمام الحامد، ولكنه ظلمه وظلم مجتمعه كونهم في بيئة كالسعودية، هذه البيئة التي بها سلطات استبدادية شمولية تتردى معها الأخلاق وتتسفل القيم، وتسيطر على أموال شعب صامت مصمت، أموال طائلة تسرقها للفساد وتوظفها في القمع وفي شراء الحلفاء وفي رشاوى للمرتزقة وللإعلام، فتظهر صورًا مزورة تخادع الكثيرين، فيردد بعضهم التهم تجاه مجتمعنا، ويقلل من نضالنا، وينتقص قدراتنا، كل ذلك بسبب هيمنة وقوة المال الوفير بيد مستبدينا، فيقرأنا البعض بخبث أحيانًا وبجهل أحيان أخرى من مرايا المستبد، الذي يقرون معنا على تزويره للحقائق، إلا إذا كان الحديث عنا كمجتمع فهم ينجرفون لما يروج له، ويلوموننا بما يقدمه هو من قبح وكأننا من أنتجه، ولهذا كان الحامد ورفاقه أبطالًا لا يعرفهم العالم حق المعرفة، ولا يقدر نضالهم حق التقدير، ولو كان في بلد آخر لرأينا جوائز الأرض تنهال عليه، والشوارع والحدائق والجامعات تسمى باسمه، والأفلام والروايات تحكي نضاله ورفاقه، ولكنه ولد هنا.

 

ظلم رحمه الله حتى في تقديم مشروعه، فلم يكن الدستور مشروع الحامد، على الإطلاق، ولا الملكية الدستورية، ولكنه الاختزال الذي أفهمه جيدًا عن عبدالله الحامد لأنني أعاني منه اليوم، لقد كان مشروع الحامد هو الإصلاح، الإصلاح الكامل الذي لا يبقي ظلمًا أو فسادًا، فها هو يوم يطالب بتشكيل لجنة دفاع عن الحقوق وكانت تبدو مشروعه في تلك المرحلة، ثم انتقل للدستورية وبدت مشروعه، ثم جمعية حسم، ثم مناهضة الاعتقال التعسفي، ثم استقلال القضاء، وفي مرحلة ما ركز بقوة على علنية المحاكمات حتى فاز في تلك الجولة وكانت الغلبة له، وشهدنا محاكمات علنية في تلك المرحلة، فهل مشروعه المحاكمات العلنية فقط؟ بالطبع لا، ولكنه إصلاحي متحرك، واقعي سياسي نبيه، يمسك بمجموعة من العصي ويحركها في أوقات متفاوتة أو متزامنة، وهذا ما يجب، فالتمسك بأحد مشاريعه الجزئية وتقديمها كأنها مشروعه النهائي هو اختزال لعمله وجهده ونضاله هو ورفاقه، فقد كان يرى أن كل خطوة إصلاحية هي ضرورية مهما صغرت، وكان يرى أن الانتقال للدستورية وكتابة الدستور أفضل من هذا الوضع البائس الذي نحن فيه، وصدق، وإن كان التحول للملكية الدستورية لن يحل كل الإشكالات وصياغة الدستور ليست ضمانة الإصلاح، ولكنها خطوة في الاتجاه الصحيح لا يتخاذل عنها الناشط الفاعل المتحرك، أفهم ذلك جيدًا لأنني وأنا بتجربتي المتواضعة جدًا مع ذلك التاريخ للحامد، ومع هذا فقد رأيت كيف أحشر في ملف حقوق الإنسان، وفي داخله أيضًا يتم وضعي كمدافع عن معتقلي الرأي، ويسعى البعض -حتى من الخيرين- وبدون قصد من تجريدي من حقي في العمل، ومن رأيي، وتجاهل أي عمل قمت أو أقوم به يخرج عن اختزالهم فيرددون أن مشروعي هو الإفراج عن معتقلي الرأي، أشعر بمرارة عندما أرى ذلك، فالدفاع عن معتقلي الرأي عمل أراه نبيلًا وضروريًا ولكن لا يجوز لي أن أقضي عمري هكذا، ولا يجوز للآخرين أن يصروا على وضعي في تلك الزاوية الضيقة ويستنكروا خروجي من أطرهم التي رسموا، استاء جدًا لضعف معرفتهم وتنميطهم السطحي والسريع، وأنا لم أقدم ما قدمه الحامد، لذلك أستاء أكثر عندما يتم تقديم الحامد وكأن مشروعه الملكية الدستورية فحسب، أو كتابة الدستور فقط، بل مشروعه الإصلاح حتى لا يبقى ظلم ولا فساد.

 

 

أعود معكم لقصة معرض الكتاب، للحديث عن العظيم الحامد وكيف رأيته ذلك اليوم، وقد كنت قبل ذلك اللقاء بأشهر وبسنوات أتواصل مع عبدالله الحامد عبر الانترنت كلما وجدت موضوعًا هامًا للحديث معه، أعرف قدر انشغاله وأدرك جيدًا حجم المخاوف التي قد تتبادر إلى ذهنه، ولكنه في الوقت ذاته يبدو أنه عرف أيضًا كم الحب الذي كنت أحمله له، وأدرك حرصي الشديد للتواصل الدائم به. كان بين الفينة والأخرى ينتقد استخدامي لاسم مستعار "أبوفارس" وسط شجعان يستخدمون أسمائهم الصريحة، ويوقعون البيانات، ويطلقون المبادرات، ويدفعون ثمن ذلك فصل وتضييق واعتقالات، بينما أرفض الكشف عن اسمي، وأرفض المساهمة في أي عمل علني، أو ربما أي عمل مع تلك المجموعة، وأريد أن أبقى على تواصل بهم، حينها أخبرت الحامد أن لدي أمر مهم يمنعني من ذلك، فكان رده يمنعك السجن وكلنا لا نريد السجن ولكننا لن نحدث التغيير بالمقالات عبر الأسماء المستعارة، وعدته أن أكشف له المانع عندما ألتقيه، ولكنه لم يتوقف رحمه الله، وطلب من أصدقاء آخرين -فرج الله عنهم- أن يتواصلوا لمحاولة اقناعي بعدم جدوى البقاء باسم مستعار.

 

بعد تردد طويل قررت أن أستقيل من عملي وأن أسعى لبدأ مبادرة تعزز الإصلاح في بلادي، وتقدمت بطلب إجازة من العمل لأتفرغ للتخطيط للمبادرة، وسافرت من مدينة لأخرى للقاء بالأصدقاء والنشطاء ومناقشة الأمر معهم، وأرسلت لابي بلال الدكتور عبدالله الحامد طالبًا منه موعدًا للحديث عن أمر هام وسري للغاية، سري للغاية، هذه العبارة دعت الراحل لأن يحدد مكان وزمان اللقاء، الاجتماع الهام في معرض الكتاب، لماذا يا أبا بلال، توقعت أننا سنلتقي في مكان بعيد عن الأنظار هادئ نستطيع فيه النقاش بهدوء وأمان، إلا أنه كان له رأيه.

 

وفي معرض الكتاب كان يقاطع الحديث الهادئ بين فينة وأخرى ليرفع صوته بقصص طريفة خارج الموضوع لنضحك بأصوات عالية ثم نعود لموضوعنا، نسير بين الأرفف غربًا ثم فجأة يأخذني بيدي ونلتف ونعود شرقًا، ويقول لا من هنا أخطأت الطريق، يدخل محل ويسأله عن كتاب ثم نخرج ونتناقش في الكتاب، ثم نعود لموضوعنا، يسأل أحد المارة عن دار نشر، نتجه لها، ثم نغير المسار، هكذا كان يقول الراحل رحمه الله أن علينا أن نتناقش في أمر "سري للغاية" في بيئة كالسعودية، في بلد يملك المستبد الأموال الطائلة لشراء أحدث أجهزة التنصت، وتوظيف أنذل الخلق للمتابعة، هكذا وسط الزحام والصخب نهمس لكي لا تلتقط أجهزة التنصت التي تطارد الراحل ما نقول، نغير المواضيع ونضحك لكي تسمع الأجهزة ما يريد هو لا ما يريد صاحبها، نغير الاتجاه عند السير ليتوه أو ينكشف من يتابع، كل هذه الاحتياطات لم تكن مبالغة، وأثبتت التحقيقات مع الراحل أنه كان ذكيًا نابهًا ولم يكن مبالغًا.

 

قلت له وسط هذه الإجراءات بصوت خافت ووسط حديث تمويهي آخر، أنا يا أبا بلال لست أكاديميًا في الجامعة مثلكم، ولا محاميًا كالبقية، فوضعكم يعطيكم عذر لعملكم، أما أنا فلا، عملي الحكومي حساس جدًا، أنا ضابط في القوات الجوية، وفي موقع حساس، ووفقًا للنظام فقد أدان بالخيانة العظمى ويتم إعدامي في بلد يرى القيادة المستبدة هي الوطن، وتفترض القيادة أن الولاء لها واجب بدل الولاء لمصالح الوطن، لن أذهب للسجن كغيري، سأذهب للإعدام. رد الراحل رحمه الله "ثق أنك تخفي هويتك الحقيقية عمن يحبك ويمكنه الدفاع عنك، وهي مكشوفة عند من تحذره"، لم اتفق معه، ولكنه كان مصرًا بأن السلطات تطلع على مراسلاتنا وعلى أي اجتماع أو لقاء، وأنها تعرف اسماء من يكتبون ومن ينشطون ولكنها تتحين الفرصة لمعاقبتهم، وكنت ولا زلت أشك كثيرًا في قدراتهم على ذلك وأرى أنه رغم ما ينفقون في التجسس إلا أن الفساد مستشرٍ في كل مكان، بالإضافة إلا أنني أظن أن بعض العاملين في هذه المجالات قد يخفون بعض الأمور تعاطفًا مع الشعب المسكين.

 

لم نتفق على هذه النقطة، كانت رؤيته -تبدو- أنه من غير العدل أن يتقدم البعض بأسمائهم الصريحة ويأخذوا المخاطرة ويبقى البعض -مثلي- في الظل آمنين، هكذا بدا سير النقاش، واتضح غيره لاحقًا، ولذلك انتقلنا للموضوع الآخر، وحدثته عن نيتي الاستقالة ومغادرة البلاد والتأسيس لفضائية تتحدث عنا وتغطي الوضع في بلادنا بشفافية وحيادية ونزاهة، اتفقنا أن الانترنت ومنصاته بدائل مؤقتة للفضائية ولكن ليست دائمة، واتفقنا على حاجتنا الماسة على وجود فضائية تعبر عنا حيث أننا في هذا الزمن وبين ازدحام الفضاء بالفضائيات إلا أننا غير موجودين إطلاقًا، واتفقنا على كثير من الأمور حول الترتيب والشخصيات العاملة والبرامج الهامة وما الذي يجب علينا فعله وغير ذلك، ولكنه نبهني رحمه الله إلا أن الأصوات التي في الداخل ويمكنها المشاركة لن تتمكن من فعل ذلك على المدى البعيد، حيث أنه بالقطع سيتم اصماتها بالتهديد أو السجون أو غير ذلك، وأنه يجب علينا أن نستعد لذلك بحلول أخرى، ونبهني رحمه الله إلا أنني كنت حالمًا ومحسن الظن كثيرًا في التجار وغيرهم ممن كنت أظنهم سيساهمون في التأسيس وسيدعمون ماديًا، وأخبرني رحمه الله أن علي ألا أعول عليهم كثيرًا، وصدق، ولصدقه لازال المشروع معلقًا منذ مغادرتي البلاد حتى اليوم وأنا منشغل عن ذلك المشروع وغيره بالمطالبة بحقوق الناس الأساسية والله المستعان.

 

أثناء السير والنقاش التقينا عددًا من الأشخاص، أكثرهم لا أعرفهم ولا يعرفونني، ولكنه كان يعرفهم أو يعرفونه، لا أملك الكثير لقوله هنا إلا أدبه الشديد، وتواضعه الجم، وحب الناس الكبير له مع وجل وخوف عند الحديث معه، ولكنني أتوقف للحديث عن بعض من التقينا، الذين كنت أعرفهم ويعرفونني، وكانوا من الأعزاء جدًا، فرج الله عن المعتقلين منهم ويسر أمر البقية، كان يبادرهم الحامد بالسؤال عن سبب تخاذلهم وعدم توقيعهم على البيانات الإصلاحية، كان يوجه لهم اللوم على ضعف مشاركتهم، وعندما نودع أحدهم يبدأ مباشرة بالثناء عليه، وردد أكثر من مرة "أن فلان رائع ويقوم بدور مهم، ربما أهم مما أقوم به أنا، ولكنني وجهت له اللوم لكي يتحمس أكثر ونتعاون جميعًا في التغيير، فلابد لنا من دفع ثمن التغيير والتضحية، لم أكن صادقًا في لومه، فمثله وعمله لا يستحق اللوم"، كرر ذلك ونحوه عن أكثر من شخص، فرأيت أمامي قائدًا عظيمًا يعرف كيف يجمع الناس للعمل، وكيف يستحثهم له، وفي ذات الوقت رأيت إنسانًا نبيلًا قد ينتقدك عندما يراك، ولكنه مباشرة يثني عليك عندما تغيب، ولا يذكر في غيابك غير محاسنك، هكذا رأيته في جولة معرض الكتاب، ليس هذا فقط، بل تبسمت بسعادة، وارتحت كثيرًا، حيث آمنت أنه عندما ينتقدني لاستخدامي اسم مستعار كان يحاول أن يدفعني لفعل المزيد، ولكنه كان غالبًا يقدر ظرفي ويتفهم موقفي، فليس بالضرورة نقده يعني عدم تفهمه، وهكذا رأيت.

 

وفي مرة من المرات أخبرته أنني في الرياض وأنني أود اللقاء به، فأرسل وأصر أن أحضر وليمة عشاء في ذلك اليوم جهزها ورفاقه لمعتقل سابق أفرج عنه، دعوة كريمة، وفرصة جميلة لي في زيارة خاطفة للرياض، ولكنني في ذات اليوم كنت على موعد مع صديق عزيز، والموعد سابق ومن المحرج جدًا إلغاؤه، ذلك الصديق لم أكن أنوي أن أريه جانب النشاط السياسي والحقوقي في حياتي لأسباب خاصة، مع وعيه وثقافته، إلا أنني لم أكن أريد أن أخبره أنني مدعو عند عبدالله الحامد، ولكنني لشديد حرصي أخبرته أنها وجهت لي دعوة للعشاء لدى صديق عزيز -لم أخبره أنه الحامد- وطلبت منه مرافقتي فرحب. استأجرت سيارة وأخذت صديقي وتوجهنا للمكان، وأوقفت السيارة بعيدًا من باب للاحتياط، دخلنا المجلس الذي كان به نخبة من الأبطال والمثقفين، جلسنا دون أن أعرف بصديقي بشكل جيد سوى أن قلت لابي بلال عندما دخلنا أن هذا فلان، وفي المجلس أيضًا لم أعرف بنفسي مع أن بعضهم لا يعرفني، ولكنها كانت الأمور هكذا، للأسف، الخوف، خوف من تسرب اسمي للسلطات، وخوف أيضًا من أن يتوجسوا مني ومن حضوري، عرف بي أبا بلال وبصديقي بذكاء ودبلوماسية "هذا أبو فارس أظن تعرفونه ومعه صاحبه اعتذر عن الحضور بسبب صاحبه فطلبت منه أن يحضر بصاحبه، يا مرحبا يا مرحبا"، وانتهى التعريف، وبدأنا بالحديث لتتعارف الأفكار بدل الأسماء، وتحدث صاحبي عن موضوع له علاقة غير مباشرة بما كان يدور في المجلس، سعدت بحديثه فهو لم يدخل في الممنوع، ولكنه بدا مثقفًا كلماته تفرض احترامه والترحيب به، سعدت كونه صامتًا لن يكون في صالحي في جلسة كتلك، كانت سهرة جميلة، جميلة جدًا واخترت أن نغادر مبكرًا خوفًا من أن تفتح مواضيع سياسية، وعند الباب الخارجي كان يرافقنا أبا بلال، وبأسلوبه الجميل "خويك لم آخذ رقمه، إذا كان في الرياض فمثله يسعدنا ويشرفنا حضوره"، رديت سريعًا مبتسمًا مازحًا جادًا "يا أبا بلال أبعد الرجل عنك، لديه ظروفه"، ضحك بصوت عالي وقال "أنت لماذا ترد عنه، دعه يتكلم وكلنا لدينا ظروفنا"، رد صديقي "والله أتشرف يا دكتور، وسآخذ رقمك من يحيى ونتواصل"، "خير إن شاء الله ونسعد بك"، رد ووداع من أبي بلال، حاول مع الرجل في أن يساهم في العمل الوطني، ولم يصر حد الإحراج.

 

 

من القصتين السابقتين أردت أن ألقي الضوء على جدية ومثابرة الرجل الستيني في عمله الوطني، حرصه الشديد على الحشد للعمل، وتقدمه دائمًا رغم فصله من عمله ومطاردته الدائمة وسجونه المتكررة والتضييق الشديد عليه وعلى أفراد أسرته، وأنا أكتب الآن لازال عيسى الحامد شقيقه ورفيقه في النضال معتقلًا، وكذلك الدكتور عبدالرحمن الحامد، وعدد من أقاربه سجنوا سياسيًا أو لازالوا هناك، فهو لا يدعونا للعمل دون أن يدفع الثمن، ودون أن يكون نموذجًا للتضحية، ليكون هو ورفاقه وكل الأبطال الذي تعج بهم السجون رسالة لكل شخص يقول أن مجتمعنا لم يدفع ثمن الحرية، يرددون ذلك دون أن يسألوا عن حجم الانتهاكات والاعتقالات والظلم الذي نتعرض له، وانخداعًا بآلة النظام المخادعة التي تخلق رأيًا عامًا مصطنعًا يظنه البعض واقعيًا. نضال الحامد وخاتمته رد على ذلك، ورد على من يقول أن مجتمعنا متعايش مع الظلم، أو أنه يقبل بهذا الحكم، أو أنه يكره الشعوب الأخرى، أو أنه عنصري أو طائفي أو متكبر، من تتحدثون عنهم هم صنيعة النظام والعاملين لديه لكي يقنعوكم بهذا، أما مجتمعنا فهو عبدالله الحامد و محمد البجادي و عزيزة اليوسف و وليد أبو الخير و عبدالعزيز الشبيلي وبقية المناضلين الذين لا تسع الصفحات ذكرهم، مجتمعنا يدفع الثمن وتخفيهم السلطات بالقمع والبطش وتظهر لكم غيرهم.